کد مطلب:355709 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:271

دلالة آیة التطهیر علی الإمامة
فأما بالنسبة لقوله أن إذهاب الرجس لا یدل علی أنهم الخلفاء بعد الرسول (صلی الله علیه وآله وسلم) فجوابه أننا نستدل بهذه الآیة علی إمامة الإمام علی بن أبی طالب (علیه السلام) وخلافته للرسول علی الأمة من بعده وكذلك إمامة



[ صفحه 62]



الحسن والحسین (علیهما السلام) بالدلالة الإلتزامیة، لأن هؤلاء ادعوا الإمامة وخلافة النبی (صلی الله علیه وآله وسلم) وبالنسبة لأمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام) فقد ادعاها لنفسه وادعاها له الإمامین الحسن والحسین والسیدة الزهراء (علیهم السلام) وباعتبار أنهم معصومون فلازمه صدق هذه الدعوی.

ثم أن المعصوم هو الأحق والأصلح والأنسب لتولی منصب الإمامة وخلافة النبی (صلی الله علیه وآله وسلم) من غیره ممن لیس بمعصوم، لأن الأخیر لا یصلح أن یتولی هذا المنصب وذلك بنص القرآن الكریم قال تعالی: (وَإِذِ ابْتَلی إِبْراهیمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنّی جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّیَّتی قالَ لا یَنالُ عَهْدی الظّالِمینَ) [1] فالآیة الكریمة تقرر أن من اتصف فی آن من آنات حیاته بالظلم لا یصلح أن یكون إماما [2] فهی تثبت لزوم أن یكون الإمام معصوما.



[ صفحه 63]



والحمد لله رب العالمین وصلی الله علی رسوله محمد وآله الطیبین الطاهرین.


[1] البقرة: 124.

[2] قال الشيخ جعفر السبحاني في كتابه (بحوث في الملل والنحل 6/258- 259): (...فإن الناس بالنسبة إلي الظلم علي أقسام أربعة:

1- من كان طيلة عمره ظالما.

2- من كان طاهرا ونقيا جميع فترات عمره.

3- من كان ظالما في بداية عمره، وتائبا في آخره.

4- من كان ظاهرا في بداية عمره، وظالما في آخره.

عند ذلك يجب أن نقف علي أن إبراهيم عليه السلام الذي سأل الإمامة لبعض ذريته أي قسم منها أراد؟.

حاشا إبراهيم أن يسأله الإمامة للقسم الأول والرابع من ذريته لوضوح أن الغارق في الظلم من بداية عمره إلي آخره، أو المتصف به أيام تصديه للإمامة لا يصلح لأن يؤتمن عليها.

بقي القسمان الآخران، الثاني والثالث، وقد نص سبحانه علي أنه لا ينال عهده الظالم، والظالم في هذه العبارة لا ينطبق إلا علي القسم الثالث، أعني من كان ظالما في بداية عمره وكان تائبا حين التصدي.

فإذا خرج هذا القسم، بقي القسم الثاني، وهو من كان نقيا طيلة عمره ولم ير منه لا قبل التصدي ولا بعده أي انحراف عن جادة الحق، ومجاوزة الصراط السوي، وهو يساوي المعصوم).